الاصدار 72, رقم 72, اكتوبر - 2019.

اتصالات وتحركات عباس حلمي الثاني في أوروبا وموقف السلطات المصرية – البريطانية (1914- 1942م)


نتناول في هذا البحث قلق السلطة في مصر من تحركات واتصالات الخديوي عباس حلمي الثاني في أوروبا عقب عزله من قبل بريطانيا في 19 ديسمبر 1914م في أعقاب اشتعال الحرب العالمية الأولى. وقبل التطرق لأحداث البحث وجب علينا الترجمة لعباس في عرض سريع. ولد عباس حلمي الثاني في السراي الخديوية بالإسكندرية في 14 يوليو 1874م( ). وقد تولى عباس حلمي حكم مصر في 8 يناير 1892م عقب وفاة والده توفيق بيومين اثنين( ). وتسلم عباس السلطة رسمياً في 16 يناير 1892م( ). وخلال فترة حكمه تحدى عباس اتجاهات السياسة الإنجليزية( )؛ لذلك كثر الصدام بينه وبين الإنجليز في مصر( ). وبينما كان عباس في مصيفه باسطنبول تم عزله من قبل بريطانيا، وفي أعقاب ذلك زار عباس كثير من العواصم الأوربية بحثاً عن داعم لاسترداد عرشه، وهو ما أقلق سلطات الاحتلال البريطاني والإدارة المصرية الجديدة التي أحلها البريطانيون محله. ولم يستسلم عباس للأمر الواقع الذى فرضته بريطانيا في مصر؛ فتواصل مع كل الجهات التي يمكن أن تقدم له العون، وتصفه زوجته الثانية جويدان في مذكراتها بأنه "سريع الحركة لا يكل العمل ولا يمله، وكثيراً ما كان العمل يمنعه من تناول الطعام في مواعيده"( ). ولا يفوتنا في هذا الإطار التنويه إلى أننا بدأنا بعام 1914م، وهو العام الذى عزلت فيه بريطانيا عباس، وأنهينا البحث عند عام 1942م، وهو العام الذى توقفت فيه اتصالات وتحركات عباس. وقد شاء القدر أن يتوفى في نفس اليوم الذي عزل فيه والموافق 19 ديسمبر 1944م، في مدينة جنيف بسويسرا بعد أن مضى على عزله 30 سنة ودفن في مصر.