الاصدار 72, رقم 72, اكتوبر - 2019.

مواضع اتصال الضمير وانفصاله بين المعنى والصناعة


ملخص: الصناعة النحوية في صورتها الأولى والأهم هي قواعد النحو، وتوصف اختصارا بأنها لفظية، والمعنى هو مبدأ العملية اللغوية فهو الأصل الذي يراد التعبير عنه، ولذا يتعاون المعنى وهو الأساس مع الأداة المعبرة عنه وهي الألفاظ اللغوية شفاها أو كتابة. وقاعدة اتصال الضمير وانفصاله في اللغة العربية تنبني على مراعاة اللفظ والمعنى في تجلياتها المتنوعة سواء أكان الاتصال واجبا أم ممنوعا أم جائزا. وقد فصل العلماء الكلام في هذه القواعد، ويتبين من البحث أن الصنعة اللفظية وإن حظيت بالنصيب الأكبر في تحديد حكم الاتصال والانفصال إلا أنه في بعض المواضع يصعب الفصل بين المعنى والصناعة في تحرير قاعدة الاتصال والانفصال. ويمكن القول إن شهرة صياغة هذه القاعدة في ألفية ابن مالك الشهيرة لا يجعلها غفلا قبله بل مظاهرها متجلية لكونها قاعدة نحوية أصيلة ، وقد حاول العلماء جمع مواضعها وتحريرها، وقمت بجمعها من مصادر متعددة ودراستها تحت مفهومي الصناعة والمعنى. وأؤكد أن الصناعة اللفظية إن ظفرت بالنصيب الأكبر من مواضع الاتصال والانفصال فذلك لأنها ليست مواضع يستوجب اللفظ فقط اتصالها أو انفصالها بل لها أيضا أسبابها المنطقية ، فالفاعل قرين الفعل ، والفعل يقتضيه عقلا فهو به ألصق فإن كان الفاعل ضميرا والضمائر تأتي للاختصار فاتصاله بالفعل له ما يبرره عقلا وسماعا ، وكذا المفعول في الأفعال التي تقتضيه، فكلاهما مرتبط بالفعل ، وبالتالي إن كان أحدهما أو كلاهما ضميراً كانا لشدة طلب الفعل لهما أقرب إلى الاتصال به ما لم يعرض مانع من ذلك، وهذا ما تم الكشف عنه في ثنايا البحث.