الاصدار 74, رقم 74, ابريل - 2020.

الجماعات المتطرفة في مقالات مشاري الذايدي دراسة تحليلية لمقالته في صحيفة الشرق الأوسط خلال الفترة (1محرم – 3 جمادي الثانية من عام 1435هـ)


تناولت دراسة الجماعات المتطرفة في مقالات مشاري الذايدي المنشورة في صحيفة الشرق الأوسط خلال الفترة ( 1 محرم – 3 جمادى الثانية من عام 1435 هـ ) الجماعات المتطرفة من حيث كونها ظاهرة تحتم تناولها إعلاميا، وذلك لما يلمسه الكاتب من تناميها من ناحية وما يؤكد عليه من خطورتها من ناحية ثانية. مقالة مشاري الذايدي والتي نشرت في عموده الثابت في صحيفة الشرق الأوسط الدولية والتي تثبت إمكانات الكاتب الصحفية الأمر الذي أهله الكتابة في هذه الصحيفة المرموقة – تناولت مواضيع مختلفة وبتكرار بلغ 185، منها: الجماعات المتطرفة، والقضايا الوطنية، والصراع السني الشيعي، وسوريا، وإيران، والعلاقة بالغرب، وأخرى. الاهتمام بظاهرة الجماعات المتطرفة جاءت على رأس اهتمامات الكاتب إذ وصلت إلى 39% نسبة إلى مجموع بقية القضايا. ففي أسباب وجود الجماعات أوضح الكاتب أن حياة بعض الشباب وخوائهم الفكري وامتهان بعضهم للهمجية والحمق في التعامل مع المكتسبات والعوالم المهمة مثل إشارة المرور، إضافة إلى الجنوح نحو المخدرات، وظهور تويتر ومنصات التواصل، والدعم من قبل دول بعينها، واستعار الحرب الشيعي السني وإن كان صراعا صامتا أحيانا إلا أنه من عوامل تكوين وتأجيج الجماعات، كذلك وجود دولة تتبنى كل مارق ومحارب للعالم الإسلامي مثل إيران يعتبر عاملا أكيدا. كذلك إدارة الرئيس أوباما وغيرها من الإدارات الأمريكية التي كانت سلبية مع العالم الإسلامي وسلبية مع قضاياه، مما أوجد نقمة داخلية عند كثير من المسلمين، تقدم البعض في هذه العداوة خطوة وهي خطوة الحرب والتفجير في أمريكا وكل من يشايع أمريكا. وقال الذايدي أن الجماعات المتطرفة تدعم دوليا ويجند لخدمتها الحرس الجمهوري الإيراني. وقال إن المرجعية الفكرية للجماعات المتطرفة من الوهن والضعف والسطحية بمكان، حيث تتربى على الخرافات والأكاذيب والتهويلات والخفة إذ إن من قادتها مفسرو الأحلام والصادرون الأحكام من منطلق الرؤى والأحلام ومن يروج فيهم الأدوية والحكايات الواهية. العجيب الذي يدل على السقم الفكري أن هذه الجماعات التي تزعم الإسلام تناصب العداء لأكبر دولة إسلامية، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الإخوان المسلمين والسعودية شهدت مدا وجزرا وانتهت مؤخرا بالقطيعة وإصدار مرسوم ملكي سعودي يجرم الانتماء للإخوان المسلمين، وذلك بعد أن أسفر التنظيم عن أفعال غير مقبولة تماما من قتل وتدمير وتفجيرات، وكان قد عمل قبلها على الانضمام لجيش صدام المتقصد للحرمين وبلدهما. ولمعالجة ظاهرة الجماعات المتطرفة ذهبت الدراسة إلى أن الكاتب قد حدد بعضها مثل: المعالجة بعلمية وإنشاء المراكز المتخصصة، كذلك البعد عن روح الاستفزاز، يقابل ذلك أن تتخذ الدولة أسباب القوة في المكافحة والمعالجة، وعمل خطة وطنية يتدرب فيها الشاب على العسكرية ويكثف لديه معاني الانتماء للوطن، وأن تراقب الدولة الإنترنت، وإشاعة التسامح الديني، ومعالجة همجية الشوارع والتهور في قيادة السيارات والدراجات، وإعادة النظر في أساس التربية والتوجيه الديني في كل من المدارس والمساجد فيكون وفق العلمية والبعد عن التجمعات والتطرف.