الاصدار 73, رقم 73, يناير - 2020.

صفقات الأسلحة الإثيوبية في عهد حكومة الدرج (1974-1991م)


تغيرت الخريطة السياسية الاثيوبية تماما مع حلول عام 1974م؛ حيث تولت حكومة الدرج إدارة البلاد (1974 – 1991م ) علي أثر انقلاب عسكري تزعمه مانجستو هيلا مريام ومن ثمَ تغيرت السياسة الداخلية والتوجهات الخارجية لإثيوبيا، وفي خلال شهور قليلة من قيام المجلس العسكري المؤقت كان قد سيطر تماما علي مقاليد الحكم، وأكد عزمه على بناء الاشتراكية في إثيوبيا، وتمكنت حكومة الدرج من إحداث تغيرات بالبنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الإثيوبي، فقد حطمت الأساس المادى لدعائم النظام القديم الكائن خلال حكم الامبراطور هيلاسيلاسي بالكامل، وعلي صعيد العلاقات الخارجية فقد انفتحت حكومة الدرج علي الخارج وبشكل خاص الاتحاد السوفيتي، وتمثلت ملامح هذا الانفتاح بشكل رئيس في تجارة السلاح، وفي المقابل تراجعت علاقاتها مع الولايات المتحدة الامريكية بشكل ملحوظ، وخلال هذه الفترة كانت إثيوبيا مرتعاً خصبا لتجار السلاح وشركاتهم، سوء بشكل رسمي أو غير رسمي، حيث عقدت إثيوبيا مجموعة من صفقات السلاح تُعد الأكبر في تاريخها، والتي أثرت بشكل كبير علي الاقتصاد الاثيوبي فقد سخرت حكومة الدرج أغلب الناتج القومي لصالح استيراد الأسلحة فقط، والتي كانت في مجملها مستعملة أو " ساكند هاند" كما هو متعارف عليه في عالم تجارة الأسلحة، ولم تكن اثيوبيا صانعة للأسلحة أو مصدرة لها باي حال من الأحوال.