الاصدار 75, رقم 75, يوليو - 2020.

جماليات التكرار دراسة في بنية الأسلوب عند ليلى الأخيليّة


يعدّ الشعر عملاً في اللغة أولاً وأخيراً ، ولذا فالقصيدة تتشكّل من اللغة بكل ظواهرها، والتكرار ظاهرة لغوية ذات قيمة أسلوبية متنوعة، وهو يقوم على العلاقات التركيبية بين الألفاظ والجمل ،و يقّوي المعاني ، ويعمّق الدلالات ، ويعلي من القيمة الفنيّة للنصّ لما فيه من أبعاد دلاليّة وموسيقيّة ، وهو يعمّق الصّورة في ذهن المتلقي بطريقة لا تحملها الأبيات مباشرة ، ولا تؤديها مفردة بعينها ،وذلك عبر التراكم الكمّي للكلمة أو العبارة أو الحرف ، وقد اخترت دراسته في ديوان الأخيليّة لمّا شدّني استخدامها له بطريقة كثيفة و ملفتة ، فحاولت تدقيق النظر في شعرها لأنظر مدى نجاحها أو اخفاقها في استخدام هذا الأسلوب البلاغي ، فكانت هذه الدراسة و التي تؤكّد في نحو من انحائها على تأكيد ربط الدراسة النقديّة بالجوانب الجماليّة في الشعر العربي خاصّة فيما أطلق عليه النقّاد الأدب القديم ،ففيه دررٌ كوامن ما زالت بحاجة إلى التنقيب عنها و إبرازها للعيان ليظلّ الأدب العربي قديمه وحديثه موثوق بروابط عدّة على رأسها وحدة اللغة و البعد الجماليّ ، وقد اعتمدت على ديوان ليلى الأخيليّة تحقيق وشرح د واضح الصمد ط دار صادر بيروت الطبعة الأولى 1998 م و سأبدأ بتقديم عن المفهوم اللغوي والاصطلاحي للتكرار عند القدماء والمحدثين من نقّاد الأدب.